بسم الله
مــلـخـص
يمثل هذا البحث مدخلا لدراسة الاعجاز الزراعي في القرآن والسنة. ولقد انطلقنا من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لصياغة الملامح العامة لنظام زراعي يستمد قواعده الأساسية من هذين المصدرين الشريفين.
واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا. الآيات 32/33 من سورة الكهف
فكان نظاما متوازنا، متكاملا من حيث الانتاج النباتي والحيواني، ذات محاصيل متنوعة ورؤية متجددة ومتطورة حسب الواقع الميداني.
وانبثق من هذا النظام الزراعي العام، نظام زراعي خاص بالمناطق الصحراوية، حيث حاولنا بلورة أشكاله التطبيقية على أرض الواقع حسب الوسائل التكونولوجية المتوفرة والمعادلات السوسيواقتصادية لهذه المنطقة في إطار من التدرج المنطقي والتناسق الايكولوجي. فكان هذا النظام الزراعي، والذي أطلقنا عليه اسم جنان القرآن، محاولة جديّة وقيمة لترشيد الاستصلاح الزراعي الذي يعاني من العديد من المشاكل والصعوبات الفنية والاقتصادية بهذه البيئة الجافة والقاسية. ولقد حاولنا تفصيل بعض الجوانب التقنية للمزارع النموذجية المنبثقة من هذا النظام على أمل اعتمادها كوثيقة نظرية جد هامة لإرساء أي مشروع زراعي بهذه المناطق من طرف المستثمرين المختصين.
1 ـ مــــدخــــــل
إن معظم أراضي الوطن العربي تزخر بثروات مائية جد هائلة وسواعد قوية ماهرة غير أن هذه الأوطان تشكو حدة الجوع والفقر وعدم الاكتفاء الذاتي الغذائي ولا تزال تستورد قوتها من وراء البحار مما يهدد أمنها وسيادتها وحريتها…. وهذا يفسر تبيعتها للغرب في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية….وقد قيل :"السلاح الأخضر أقوى سلاح ومن أمتلكه ربح المعركة".والوطن العربي مؤهل أكثر من غيره أن يمتلك هذا السلاح، فكل العوامل متوفرة: الأرض، الماء، اليد العاملة .... لكن شريطة وجود إرادة صادقة وعمل جدي متواصل لكسب هذا الرهان، وهنا ومن باب التفاؤل لابد من التذكير بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب جنات وعيون"
فالانسان العربي منذ القدم دأب، بكل ما توفر لديه من وسائل مادية وتجارب ميدانية على تحقيق هذه الغاية، وكذلك في عصرنا هذا هناك عدة محاولات قيمة للاستصلاح الزراعي وتعمير الأراضي خاصة بعد ظهور التقنيات الفلاحية المعاصرة مثل الرش المحوري.
لكن يبدو أن طريقة إدخال هذه التقنيات لم تكن بصفة مدروسة ولم تراع خاصيات البيئة الصحراوية مما أدّى إلى ظهور العديد من المشاكل التقنية والعوائق الاقتصادية.
فهذه الدراسة تعتبر محاولة لإعطاء نفس جديد لطريقة الإستصلاح الزراعي بالصحراء في إطار نظام زراعي جديد ومتكامل يوازن بين الخاصيات البيئية للمنطقة ومتطلباتها السوسيوإقتصادية من جهة وبين التقنيات الفلاحية الحديثة من جهة أخرى ويستمد قواعده الأساسية من القرآن الكريم والسنة المطهرة. وقد ارتأينا أن نطلق على هذا النظام الزراعي اسم جنان القرآن .
2 - المقومات الأساسية للنظام الزراعي المقترح : جنان القرآن
من أهم الخصائص التي تميز هذا النظام الزراعي أنه يستمد مبادئه الأساسية من القرآن الكريم ولا أتجوّر أن أقول بأنه التفسير القطعي والحقيقي للقرآن، إنما هو استقراء وإيحاء من بعض الآيات القرآنية التي من خلالها انطلقنا لإرساء القواعد العامة لهذا النظام الزراعي الجديد وهنا أركز على كلمة "جديد" لأنه في الحقيقة لم يسبق وجود مثل هذا النظام الزراعي لا نظريا ولا تطبيقيا. ونحن في مرحلة أولى سوف نقوم بالتنظير لهذا النظام وأسسه ودراسته دراسة موضوعية دقيقة على أن يتولى أصحاب القرار والمستثمرين في القطاع الفلاحي تجسيده ميدانيا على ارض الواقع.
يقول الله جل وعلا في سورة الرعد:" وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل" صدق الله العظيم
جاءت هذه الآيات لتبين طبيعة الاستصلاح الزراعي وترسم الملامح العامة لنظام زراعي شامل ومتكامل خاص بالبيئة الصحراوية حيث العوامل جد قاسية، فأقرت هذه الآيات بأن هذا النظام يتكون من ثلاثة عوامل أساسية النخيل، الزرع، الأعناب. في الآن نفسه تمثل هذه الزراعات نسيج ايكولوجي رائع متكون من ثلاثة طبقات نباتية مختلفة:
1) الزرع : الطبقة العشبية
2) الأعناب : (او الأشجار المثمرة بصفة عامة) الطبقة الجنبية
3) النخيل : الطبقة الشجرية
لكن هذه الآية لم تبين طريقة ترابط هذه الطبقات الثلاثة ولا العلاقة التفاعلية بينها فجاءت الآيات 32/33 من سورة الكهف لتبين مواقع هذه الطبقات الثلاثة وتصوغ الملامح النهائية لهذا النظام الزراعي المتكامل في إطار من التدرج المنطقي والإنسجام الإيكولوجي لا مثيل لهما في أي نظام زراعي آخر.
واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا.
أقرت الآية بأن النظام الزراعي المقترح يتكون أساسا من جنتين من أعناب (الطبقة الجنبية) يحيط بها النخيل (الطبقة الشجرية) ، وبين هاتين الجنتين الزرع (الطبقة العشبية). كما بينت الآية الكريمة النتيجة الحتمية لهذا الترابط بين الطبقات النباتية الثلاثة وهي الرفع من مستوى الانتاج (كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا) أي أنه لا يوجد خسائر في الانتاج نتيجة توفير كل العوامل الملائمة لإنتاج جيد كمّا وكيفا.
3- الفوائد والتأثيرات العامة لهذا النظام الزراعي
يعد هذا النظام الزراعي تركيبة نباتية فريدة من نوعها لها فوائد وتأثيرات جد ايجابية على مستوى المناخ والتربة مما يساهم مساهمة فعالة في الرفع من مستوى الإنتاج من ناحية وتحقيق التوازن الأيكولوجي لجميع الكائنات المتواجدة بهذه المنطقة.
-31) الفـوائد المنـاخيـة :
*
إحداث مناخ مصغر ذات عوامل مناخية أقل حدة من المناخ العام السائد
*
التخفيف من حدة الرياح: عامل الرياح يمثل أخطر العوامل التي تهدد الانتاج النباتي بالمنطقة خاصة بالنسبة للطبقة العشبية (الزرع). في هذا النظام يلعب النخيل دور جدار أولي من مصدات الرياح لحماية الأشجار المثمرة إذ أنه يأثر على ارتفاع هام في حين أن نفاذية منطقة الجذع تعتبر جد هامة. فتأتي الطبقة الجنبية (الأشجار) لتكوّن جدارا ثانيا من مصدات الرياح ذات نفاذية منخفضة وارتفاع منخفض وبالتالي فإن نسبة الرياح الواصلة إلى الطبقة العشبية (الزرع) غير معتبرة وفاعليتها جد ضعيفة، علما وأن هذه الطبقة هي أكثر الطبقات حساسية ضد الرياح.
*
التخفيض من حدة جفاف الهواء: هذا النظام بتركيبته هذه وطبقاته النباتية يوفر جوًا أكثر رطوبة.
*
التخفيض من درجة الحرارة والفارق الحراري بين الليل والنهار.
*
التخفيض من نسبة التبخر وبالتالي اقتصاد أكثر في نسبة مياه الرّي.
-32) التأثيرات على مستوى التربة :
* تعديل درجات حرارة التربة والتقليص من الفارق الحراري يؤدي إلى تحسين حركة الكائنات المجهرية داخل التربة وبالتالي تحسين في نسبة تحلل المواد العضوية.
* إن هذه الطبقات النباتية لها ثلاث مستويات للامتصاص وبالتالي هناك نوع من توازن المواد الكيميائية في هذه المستويات المختلفة من التربة.
-33) الفوائد السوسيو اقتصادية :
* تنويع الإنتاج بالمناطق الصحراوية يؤدي إلى الاكتفاء الذاتي الغذائي للسكان وبالتالي توفير مصاريف النقل من أماكن بعيدة.
* توزيع المحاصيل بالمزرعة يساهم في تخفيف الخسائر في حالة الكوارث الطبيعية والتقلبات المناخية والاقتصادية.
* استعمال أمثل للأرض واليد العاملة طيلة أيام السنة.
* تناسق هذه الطبقات النباتية الثلاثة يعطي منظرا طبيعيا رائعا وظروف عيش أكثر رفاهية وجمالا.
4- الشكل التطبيقي لهذا النظام الزراعي المقترح:
إذا أردنا إسقاط النظرية وتطبيق هذا النظام على الواقع وبلورته في شكل مزرعة نموذجية، آخذين بعين الاعتبار الوسائل التقنية الموجودة في الميدان الفلاحي، لخلصنا إلى صياغة وحدة انتاجية نموذجية تمثل الوحدة الأساسية المكونة لأي مشروع استثماري في الميدان الفلاحي بالمناطق الصحراوية.
تتكون هذه الوحدة الانتاجية من :
1) الزراعات الكبـرى
تتوسط المزرعة وتكون على شكل دائري نظرا لوسائل الري المتوفرة: المحور الرشاش. ويمكن زراعاتها بعدّة محاصيل حقلية مثل: قمح- شعير- علف- برسم- لفت سكري أو علفي- بطاطا- ذرّة- فول- حمص- شوفان – كاكاو.
ويجب أن نعتمد دورة زراعية معينة ونلتزم بها لتفادي السلبيات الزراعية مثل الأمراض، الأعشاب الضارة و نقص المرودية.
2) الأشجـار المثـمـرة
تتكون من قطعتين (جنتين) تحيطان بالمساحة الدائرية. وتتكون كل قطعة من المساحتين الجانبيتين اللتين تحيطان بالمساحة الدائرية المخصصة للزراعات الكبرى وشريط مستطيل عرضه شعاع الدائرة وطوله قطر الدائرة (أنظر الرسم رقم 2).
وفي هذه المساحة يمكن غراسة العنب، الزيتون الرمان، التين... وتكون طريقة الري قطرة قطرة للاقتصاد في كمية المياه المستعملة.
وحرصا لتنويع المحاصيل الزراعية بهذه الوحدة الانتاجية ارتأينا أن نقحم الزراعات البلاستيكية وتربية الماشية. ولأسباب فنية وتقنية ارتأينا أن نخصص المساحة الجانبية للدائرة للقيام بهذه الأنشطة.
فتكون المساحة موزعة كالآتي:
- جانبان مخصصان للزراعات البلاستيكية مثل الطماطم، الفلفل، القرع، البطيخ، الخيار، الفراولة، حيث نستعمل طريقة الري قطرة قطرة.
وهكذا تكون البيوت البلاستيكية محمية من الرياح (بالأشجار والنخيل) وفي الآن نفسه معرضة بصفة كليّة لأشعة الشمس.
- جانب ثالث مخصص للمخازن ومأوى للآلات الفلاحية.
- جانب رابع مخصص لزرائب الحيوانات مثل الأبقار، الأغنام والدجاج…
إذ أنّه في هذا الموقع تكون الظروف الحياتية أقل حدّة وأكثر ملائمة لمتطلباتها الفزريويجية: محمية من الرياح وأقل جفافا وحرارة وفي الآن نفسه قريبة من المساحة المخصصة للزراعات الكبرى والعلفية لسهولة الرعي وتنقل القطعان.
وبهذا نكون قد أقحمنا الانتاج الحيواني مع الانتاج النباتي، مستفدين بذلك من كلّ الفوائد الزراعية الناتجة عن هذه العلاقة التكاملية مثل توفير الغبار الطبيعي لتسميد الأرض واستغلال مخلفات المحاصيل لتغذية الحيوانات.
3) النـخيـل:
تتكون المساحة المخصصة للنخيل من شريطين مستطيلين يحيطان بالمساحة المخصصة للأشجار المثمرة ويكون عرض كل شريط: شعاع الدائرة. (رسم 2)
وبهذه الطريقة يكون هناك توازن بين المساحات المخصصة للأشجار والزرع والنخيل. فالآية ذكرت لفظ جنتين من أعناب (مثنى) والزرع والنخيل مفردين ونكرتين فارتأينا أن تكون المساحة المخصصة للأشجار هي الأهم مقارنة بالأصناف الأخرى وهناك تقارب في المساحة بين النخيل والزرع.
وحسب الشكل العام للوحدة الانتاجية فإن شعاع الدائرة المخصصة للزراعات هو الذي يحدد مساحة كل صنف من الأصناف.
مثال : قطر دائرة المحور الرشاش 800م، أي أن الشعاع: 400م، فتكون مساحة الدائرة 50 هـ ومساحة الأشجار المثمرة 78 هك، منها 14 هـ المساحة الجانبية للدائرة، ومساحة النخيل 64 هك، والمساحة الجملية 192. إذن نلاحظ أن هناك نوع من التوازن بين المساحات مع تفوق ملحوظ للأشجار بالنسبة للنخيل والزرع.
هكذا نكون قد حصلنا على وحدة انتاجية نموذجية، متكاملة الانتاج النباتي والحيواني، طبقاتها النباتية منسجمة ومتناسقة، مسخرين في ذلك "كل تطور علمي وتقني في الميدان الفلاحي.
5- ملامح المزارع النموذجية المنبثقة عن هذا النظام الزراعي:
1- المزارع النموذجية ذات الحجم الصغير : وهي المزارع التي تتكون من وحدة انتاجية نموذجية واحدة. في هذا النوع من المزارع يجب علينا أن نغير قليلا من شكل الوحدة ونجعل من النخيل يحف كلا الجنتين من كل الجوانب فوجب علينا أن نخفض قليلا من عرض شريط النخيل.
مساحة الزرع : 50 هـ - مساحة الأشجار : 78 هـ
مساحة النخيل : 64 هـ. وتتكون المساحة المخصصة للنخيل من شريط عرضه 120 م تقريبا يلف كل المزرعة. إذن نلاحظ ان عرض الشريط قد أصبح 120 م بعد أن كان في الوحدة النموذجية 400م. إذن فهو نظام مرن حسب مساحة المشروع المزمع بعثه، المهم ان نحترم موقع الطبقات النباتية بعضها البعض والتناسب بين المساحات.
2- المزارع النموذجية ذات الحجم المتوسط : وهي المزارع التي تتكون من وحدتين نموذجيتين فأكثر. ولا يتجاوز عددها 15 وحدة لأن المزارع التي تظم 16 وحدة تنطوي تحت المزارع العملاقة التي سنتحدث عنها آنفا.
1- المزارع النموذجية العملاقة :
تندرج هذه المزارع في إطار إحياء الأراضي على نطاق واسع وإنشاء القرى الفلاحية. وتتطلب رؤوس أموال طائلة إلا أن لها أهمية قصوى في مجال تعمير الأراضي والاكتفاء الذاتي الغذائي وكذلك امتصاص اليد العاملة التي تعاني من البطالة. وتتكون المزرعة النموذجية العملاقة من 16 وحدة إنتاجية نموذجية فأكثر.
وفي صياغة هذه القرى الفلاحية علينا أن نراعي المبادئ العامة للنظام الزراعي المعتمد وفي الآن نفسه علينا ان نقحم عاملا جديدا ذات أهمية قصوى وهو عامل الإنسان وتهيئة ظروف عيشه، فلا بد إذن من إدخال حي سكني تتوفر فيه المقومات الأساسية للحياة العادية لأي إنسان. كما يمكن أن تضم هذه القرى الفلاحية مجموعة من المصانع لتعبئة وتعليب الـمنتجات الفلاحية كمصانع التمور ومراكز تجميع الحليب ومحطات خزن وتبريد. ويكون الشكل العام للقرية الفلاحية كما يلي:
الحي السكني يكون متمركزا في وسط القرية ويحيط به حزام من النخيل ثم من الأشجار المثمرة ثم تأتي بعد ذلك المساحة المخصصة للزراعات الكبرى ثم من جديد حزام من الأشجار المثمرة وأخيرا تأتي مساحة النخيل لتلف كل القرية. وبهذا نكون قد حققنا فوائد عدة.
- لقد حافظنا على المبادئ العامة للنظام الزراعي المتبع : فالزراعات محاطة بالأشجار من الجانبين وهذه الأخيرة محاطة أيضا بالنخيل من الجانبين.
- المنطقة السكنية بحكم موقعها، تمتاز بظروف مناخية أقل حدّة فهي محمية من الرياح وخاصة الرياح الرملية، والجو أكثر لطفا بسبب الطبقات النباتية التي تحيط بها.
- بالنسبة للمساحة المخصصة لكل نوع من المنتوجات فهي أيضا متوازنة ولا توجد أي صعوبة في حساب الأبعاد والقياسات : فحزام الأشجار المثمرة والنخيل يكون عرضه مساويا لشعاع الدائرة التي تكون الوحدة الإنتاجية النموذجية المستعملة.
6- خـــاتــمـــــة
في هذه الدراسة، انطلقنا من آيات قرآنية كريمات لنشيد صرحا عظيما في مجال الاعجاز الزراعي في القرآن والسنة النبوية. وتمكنا بفضل لله سبحانه من بلورة الملامح الأساسية لنظام زراعي يستمد مقوماته الأساسية من القرآن والسنة. وانبثق من هذا النظام العام شكلا تطبيقيا خاصا بالمناطق الصحراوية أطلق عليه اسم جنان القرآن، يوازن بين خاصيات البيئة الجافة ومتطلبات العصر التكنولوجية والسوسيو اقتصادية في إطار من التدرج المنطقي والتناسق الايكولوجي.
لقد قدمت هذه الدراسة الفوائد المناخية والبيئية والسوسيواقتصادية والتأثيرات الإيجابية على التربة مما يساهم في الرفع من مستوى الإنتاج وتحسين مردودية المحاصيل، كما شكلت الرسم التطبيقي للمزارع النموذجية المنبثقة عن هذا النظام والخاصة بكل أحجام المشاريع: الصغرى والضخمة والعملاقة.
لكن بالرغم من الأدلة الموضوعية والمنطقية التي قدمناها، تبقى هذه الدراسة وثيقة نظرية جدّ هامة لأي مشروع استثماري تحتاج إلى تطبيقها على أرض الواقع وملامسة فوائدها الاقتصادية ميدانيا لا نظريا فقط.
كما أن هذه الدراسة لا تخلو من الثغرات والنقائص، لذا فإني أوجه الدعوة لكافة المتخصصين وذوي الخبرة في الميدان الفلاحي لنقد هذه الدراسة وتقديم الاثراءات اللازمة والإضافات البناءة. كما أدعو كافة المستثمرين في الميدان الفلاحي إلى اعتمادها كوثيقة أساسية لإنجاز مشاريعهم الاستثمارية.