بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة السلام على خير المرسلين سيدنا و قائدنا محمّد بن عبد الله، عبد الله و رسوله . و الحمد لله حمداّ يليق بجلال رافع السماء بلاعمد الذي لا والد له ولا ولد. و الحمد لله ليرضى و الحمد لله إذا رضي و الحمد لله بعد الرضى. أمّا بعد.
في زمن يتنافس فيه أعداء الإسلام من المتعصبين و من غير ذوي العقول بالإتيان بالإفتراءات و الشبهات على الإسلام العظيم و خلق الأكاذيب التي لا أساس لها من الصحّة – ظنّا منهم بأنّهم يستطيعون أن يطفئوا نور الله و الله متم نوره و لو كره الكافرون- يتجلّى صدق القرآن الكريم و تتجلّى صحّة و عظمة الإسلام العظيم، إذ أنّه كلما أوتي بشبهة لاقت ما تستحقه من رد و بالتالي تتبين الحقائق التي تشهد على أن الإسلام هو الدين الحق و أن كل ما دونه هو باطل.
و بما أن ديننا هو دين حجّة و برهان، ما من آية إلا و هناك على صحتها دليل. لنقرأ قول الله عزّو جل :" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغيوب" سورة المائدة آية 116
إن هذه الأية تظهر بطلان العقيدة النصرانيّة القائمة على ألوهيّة سيدنا عيسى عليه السلام بأسلوب بلاغي رائع و معجز. و أتمنّى على كل من يقرأ هذا المقال من المسلمين أو من غير المسلمين أن يحكّم عقله. فبمزيد من التدبر لهذه الأية نرى أن الله عزّ و جل يسأل (و هو العليم الخبير) سيدنا عيسى عليه السلام عن ما إذا كان قد قال للناس أنّه إله و أن يعبدوه و والدته من دون الله. و أن سيدنا عيسى و بحياء و أدب شديدين يجيب الله عزّ و جل بأنه لم يقل ما ليس له بحق.
و بعد قرائة هذه الأية -و شأن كل باحث عن الحق- كان من الطبيعي أن نذهب إلى الكتاب المقدّس -الذي يؤمن به النصارى- لنطّلع على النصوص التي يقول فيها سيدنا عيسى أنه إله أو تلك التي تقر بألوهيته -كما يؤمن كل النصارى- لندرسها و نبحث فيها عن الحق. و هنا تأتي الحجّة. بعد الإطّلاع على الكتاب المقدّس ظهرت حقيقة الأمر: إن الكتاب المقدّس و بكل ما يحتويه من النصوص لايحتوي على أي نص يقول فيه سيدنا عيسى عليه السلام "أنا هو الله" أو "أنا الله فاعبدوني"أو أي نص يقر بألوهيّة سيدنا عيسى.
و بذلك يتجلّى صدق القرآن الكريم حيث ان عدم وجود أي نص في الكتاب المقدّس - كتاب الديانة النصرانيّة و على ما فيه من تحريف- يقول فيه سيدنا عيسى أنّه إله أو يأمر الناس بعبادته، لهو أصدق حجّة و خير دليل على صدق ما جاء في الأية الكريمة "... قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغيوب" (سورة المائدة آية 116) التي تنفي قيام سيدنا عيسى عليه السلام بقول أنّه إله.
و أخيرا، إن كان الكتاب المقدّس- رغم تحريفه- لايحتوي على أي نص يقر بألوهيّة سيدنا عيسى، فمن أين أتى رجال الكنائس بهذا المعتقَد ؟
وهل غاب عنهم ما جاء في كتابهم المقدّس : ( الفانديك) (انجيل يوحنا) (Jn-8-40)(ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.هذا لم يعمله ابراهيم( (الفانديك)(انجيل يوحنا)(Jn-17-3)(وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته)
و بعد كل ما تقدّم أسأل الله العظيم أن يفقهنا في ديننا فإن أصبت فبتوفيق من الله و إن أخطأت فمن نفسي و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته