بسم الله
رواية( الفراشة) لهنري شاريير هي أكثر من عمل روائي يضج بالنور والجمال الخفي والساطع وبموسيقى داخلية تعلن البهاء الكاشف للإنسان وهو يخوض في طريق الحرية بالضد من كل شيء، من وحشية المؤسسة وإلى ضراوة الطبيعة حين يجد المرء نفسه في قلب عنفوانها الجارف وهو أعزل إلا من الأظافر ومن إرادة صلبة في مواصلة العيش حتى مع الضواري والحشرات والقتلة والطقس العاصف.
إن بابيلون ( أو الفراشة) هو البطل الرئيسي في هذه الملحمة الإنسانية العملاقة التي هي عبارة عن نشيد عظيم يغني روعة انتصار الانسان وينعي هزيمته حين يكون معبأ بالضوء والإصرار والوعي والرغبة الحارة في معانقة الحياة حتى في زنزانات الموت والعفن. هذا البابيون هو صورة ملتقطة بجمال أخاذ من عالمنا المليء بكل ما هو عجيب وغريب ونظيف ووحشي.
إن رواية( الفراشة) التي عرفها العالم كفيلم قبل سنوات، هي فعلا كما كتب عنها في التقديم :
ملحمة انسانية تضج بالبهاء، لكل ما هو خارق وواقعي.. حكاية انسان يجترح المستحيل من اجل الحرية.. حريته في حياة عادية ينالها جميع الناس بدون استثناء ويجترعونها حتى السأم يوما بيوم.. حريته في النوم بأمان..في المشي والضحك..والانتقام أيضا. عفوية حتى الجرح..تنساب بعذوبة صريحة تروي في كل عبارة موقفا له علاقة وشيجة بمكونات النفس البشرية التي تختبئ في أعماقها أدنأ وأخس ما يمكن لنا أن نتصوره عن الرداءة الانسانية التي تصل حد القتل تقطيعا.. حتى ازدراء اللحم البشري بشهية والقاء كائن بشري طعاما للنمل اللاحم... لكنها في الوقت ذاته تمسح غبارا كثيفا عن مواقف في غاية النبل وعفوية صارمة تشمخ بلا تكلف أو ادعاء...إنها تجربة فذة تنسرب في الاعماق كزجاج مطحون..لا تهضم لكنها لا تنسى.. (بابيلون..إنها معركة إنسان لا يلين في سبيل الحرية.. بالضبط.. هي الحرية)
و كما قال أرنست همنغواي :يمكن سحق الإنسان، لكن هزيمته غير ممكنة.
رابط التحميل:
http://www.4shared.com/file/13547626...nline.html?s=1